حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: «آه لو قالو العيد بكرة»!

112

شهر رمضان يجمع الأحباب والأقارب فى وقت واحد خلال وقت الإفطار، وعند إقتراب موعد الإفطار يتسابق الجميع إلى حجز مواقعهم فى مكان الإفطار الذى عرف فى الأرياف والأحياء ب(الضراء أو مكان الفطور) وغالباً يكون فى الشارع أو الفسحات أو الميادين وتسمع صوت ياولد شيل (البرش) وأمشى أفرشه بره فى الضراء، والبرش فرش يفرش على الأرض يصنع بطريقة إبداعية متميزة من السعف الذى يستخرج من الجريد ومن يتم تصنيعه ونسجه بطريقة يدوية تعرف ب(الطرقة) ويكون طولها متوسط بين مترين أو ثلاثة أمتار وتجمع بطريقة رائعة وتخاط بعضها البعض لتخرج فى شكلها النهائى وتسمى البرش.

ونقول أن رياح العولمة التى هبت على كثير من الصناعات اليدوية كان للبروش منها نصيب فدخلت صناعة المنسوجات البلاستيكية والموكيت كأحد الصناعات الجديدة التى أثرت تأثيرا كبيرا على صناعة البروش اليدوية وتراجعت شعبيتها وأصبحت تستخدم فى نطاق ضيق ومحدود، ويفترش الناس الأرض مترقبين بشوق شديد سماع صوت المؤذن يؤذن لصلاة المغرب وهم مابين مستمع لتلاوة القرآن الكريم من الراديو عندما كان للراديو صيته وشهرته التى ملأت الآفاق وكان الراديو (الناشونال) صديقا مخلصا لمستمعيه يزودهم بالأخبار المحلية والعالمية والبرامج والمنوعات المختلفة.

وهناك من يختلس النظر بين الفينة والأخرى فى الساعة التى تزين يده الشمال ببايضها الناصع خاصة الساعات التى ظهرت فى سابق الأزمان وذات الشهرة العالمية مثل (السيكو) ويالها من ساعة لها رمزيتها إذ يتحدى أصحابها الناس بدقة وقتها وساعتها المضبوطة مع ساعة (بق بن) الشهيرة التى يسمع صوتها يرن فى إذاعة البى بى سى بلندن عاصمة المملكة المتحدة، ويالها لها من ساعة طبقت شهرتها العالم باجمعه ولاتزال فى عنفوان شبابها ترن بصوتها المعروف لمستمعى إذاعة البى بى سى، وآخرون يتجاذبون أطراف الحديث بعضهم البعض وينصوت إلى ذلك الصوت القادم من بعيد معلنا نهاية يوم رمضانى بذلوا فيه جهدهم فى العمل فى الحقول أو مع الثروة الحيوانية أو فى الأسواق والوظائف على قلتها والأعمال اليدوية، وتكسو وجوههم الابتسامة والفرحة بأن وفقوا فى إكمال صيام يوم فى أحد أيام الشهر الفضيل.

وحكاية من حلتنا يمر بها طيف جميل من الحكايات الرمضانية التى تحفظ فى الذاكرة ولانمل من تزكرها خاصة خلال الأيام الأولى من رمضان فأحد معارفنا صام أو يوم رمضان فى شهر مايو وكان الأجواء ساخنة كعادتها فى شهر خمسة وهو أحد شهور الصيف المشهورة بالسخانة الصعبة التى تتسبب فى قتل (الطير) لعدم إستطاعته تحمل درجات حرارته العالية، وعلى ذلك قس، وعندما إنتهى اليوم وفطر الناس وذهب عنهم العطش، وظهر على هذا الشخص الاعياء والتعب بعد أن شرب كميات كبيرة من الماء والعصائر وبدأ له أن مواصلة صيام الشهر ستكون صعبة وتحتاج إلى صبر وجلد، تمدد على الفرش وقال بصوت مسموع (آه لو قالو العيد بكره) فانفجر الجميع بالضحك وأصبحت تلك حكاية من حلتنا فى زمن تغيرت فيه الكثير من الأحوال فأصبح إقتنا (التبريد والتكييف) خاصة المكيفات المتحركة والثابتة سيدة الموقف فى رمضان الكل يسعى لاقتنائها، لتبريد مواقع (السكن، العمل، الأسواق،السيارات) لينعموا ببرودة صناعية تساعدهم فى تخفيف حرارة الأجواء الملتهبة.

Comments are closed.