ياسر الفادني يكتب: من يقطع المائة متر رئاسة؟
تجربة المشير سوار الذهب في حكم البلاد بكل تجرد ونكران ذات وصدق لا أظنها تكرر ، فعلها هذا الرجل حين إنقلب علي النميري وقطع وعدا لشعبه بتسليم الحكم قي تاريخ محدد واوفي بما وعد وسلم الحكم إلي حكومة مدنية منتخبة ، نموذج قدمه هذا الراحل الصادق وخلده التاريخ بأحرف من نور التزاما وطردا لشيطان الحكم.
الذي يقرا المشهد السياسي ويحلله تحليلا دقيقا ، يجد أن عبارة العساكر للتكنات أمر مستبعد في هذه الفترة السياسية ، ثلاثة أشياء يجري فيها الشيطان كمجري الدم في جسم الإنسان لا يطرده إلا القوي المؤمن الصادق هن : النساء والمال والسلطة ، وهنا أتحدث عن شيطان السلطة، الحاكم بالذات إن كان عسكريا أو مدنيا تصيبه عقدة التشبث بالسلطة.
التاريخ حدثنا : كلما جلس الحاكم في كرسي الحكم زاد تشبثا به مثال لذلك القذافي، البشير، حسني مبارك والقائمة تطول، لكن فعل النقيض الرئيس التنزاني جوليس نايريري عندما استقال من حكم البلاد طواعية ورغبة من نفسه وهو في عمر ليس بالهرم الذي لا يستطيع حكم بلاده.
المشهد القادم لا إنتخابات برلمانية سوف تتم بل إنتخابات رئاسية ، متسابقان الآن هم في حالة إحماء لإنتظار شارة الإنطلاق ، البرهان وحميدتي، الأول يريد أن (يسطب) النسخة (السيساوية) وتحديثها لحكم البلاد، ويمني نفسه بأن يصبح رئيسا منتخبا، الثاني لايريد الأول أن يسبقه وينال ذهبية الحكم ، الثاني يرتب نفسه لكسب قاعدة عريضة ليكسب الجولة القادمة وهي الادارات الأهلية والطرق الصوفية وكل يوم يزداد إليها تقربا.
البرهان يتقوي بالجيش وحميدتي يتقوي بقوات الدعم السريع التي صنعها له البشير وقادها إلي وصل حاكما بها والرجل الثاني في الدولة ، هل الجيش هو الذي يحكم أم قوات الدعم السريع هي التي سوف تحكم ؟ أسئلة حائرة لا نجد إليها إجابة الآن لكن حتما سوف تتضح الإجابة في غضون الفترة القادمة.
سباق محموم سوف نشهده في المستقبل القريب، معادلة بين طرفين هما “س وصاد” ليس تفصلهما علامة تساوي لكن تفصلها علامات أكبر من وأصغر من ، أكبر من سوف يكون هو الرئيس القادم وأصغر من لا نعرف مصيره، من الرجل الذي يتخطي الفاصل الأخير من سباق المائة متر رئاسة وينال ذهبية الحكم هذا علمه عند الله لأنه هو القائل : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) صدق الله العظيم .
Comments are closed.