ياسر الفادني يكتب: جدري القرود السياسي!

442

رياح خلافات عاتية ظلت كل مرة تسبب خلافات بين الأحزاب والجهات بعضها البعض وخلافات داخلية أصابت هذه الأحزاب في عصبها بداية من حزب الأمة إلي المؤتمر الشعبي، مثلا الحرية والتغيير تلك الكتلة السياسية التي بنيت من (طوب) من طين مختلف شكله وأحجامه ومقاساته لم تصمد في الوقوف وصارت منذ البداية يتساقط طوبها (طوبة طوبة) علي وزن (صامولة صامولة) ! حتي صارت مكونان المركزي والميثاق وهما الآن يعانيان من الإختلاف حيث لا فكر راقي ولا رأي رشيد ولا مستقبل مشرق نراه يصلح حال هذه البلاد.

حزب الأمة هو الآن جزء من قوي الحرية والتغيير المركزية تارة يتسق مع منظومتهم وتارة يلوح بالخروج منها وليس ذلك بغريب فقد جمد الإمام الراحل ذات مرة عضوية حزبه مع كتلة الحرية والتغيير لكنه لم ينفذ ذلك ورجع كما (رجعت حليمة إلي عادتها القديمة)، لازال الحزب يعاني من خلافات في وسطه تظهر كل يوم أشكالها حتي في الممارسة السياسية لقائد الحزب ظهر نقد كثير لتحركاته وتصرفاته، لا نعرف بوصلة الحزب إلي أين تشير فهي غير ثابته.

الحركات المسلحة داخلها برزت خلافات، كل فترة ظللنا نسمع أن هنالك فصيلا أعلن انفصاله عن امه وعمل فصيلا مختلفا نتيجة لصراعات داخلية، الحركات المسلحة التي وقعت علي إتفاق جوبا لم تجلس حتي الآن لبلورة رؤية حقيقية وراسخة لكيف يتحقق السلام في دارفور ولم تجتهد في ذلك بل أتت بكل قواتها وعتادها إلي الخرطوم ثم انتقلت إلى أمكنة أخري في إنتظار الترتيبات الأمنية والجري خلف مكاسب سلطوية ولا زالت دارفور تشكو من الإحتراب الداخلي والاقتتال بل هم جزء منه.

حتي الإسلاميون لم يسلموا من هذه الخلافات الداخلية وليس الذي حدث وظل يحدث في حزب المؤتمر الشعبي من خلافات دبت فيه وزاد حجمها في الأيام الفائته ليس ببعيد، المؤتمر الشعبي فقد القيادة الرشيدة المتعقلة فقد القيادة التي تدير دفة الحزب إلي الطريق السوي وانحرفت عن المسار الصحيح بزاوية منفرجة كل يوم تزداد انفراجا، حتي الحزب العجوز تجد فيه جناحان جناح متزمت ومتطرف وجناح ينقد الجناح الآخر ولهم نشطاء يظهرون كل مرة بتصريحات تدل علي أن هذا الحزب ليس علي قلب رجل واحد ، الجناح المتطرف ليقوي نفسه سعي إلي تحالفات سياسية مع حركات مسلحة لم توقع علي إتفاق جوبا ليكسب حواضن عسكرية.

ما ظهر من خلافات داخل هذه المكونات السياسية هو “جدري القرود السياسي” الذي أصاب هذه الاحزاب وانتشر في جسمها ، تدهور الوضع العام في كل المناحي في هذه البلاد القي بظلاله علي هذه الأحزاب حيث أنها تدهورت هي الاخري في الوحدة والطرح، أضف الي ذلك عدم وجود قيادات ناضجة تقود هذه الأحزاب وعدم وجود منهج قويم متواثق عليه ينتهج ، إضافة لانعدام الشوري الشاملة التي لا يعرفونها هذا إن كانت لهم قواعد ولا اعتقد ذلك.

إذن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الأحزاب المتفككة داخليا تقود هذه البلاد وهي متصارعة مع نفسها إن أتت إنتخابات؟ الإجابة لا وسوف تفشل، إن لم ترتب هذه الأحزاب والمكونات السياسية نفسها وتشفي من مرض جدري القرود السياسي سوف لا يتضح المشهد السياسي ولايحدث الإستقرار السياسي في شكل الحكم القادم ولا تكون جديرة بقيادة حكم هذه البلاد.
تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسرا.. وإذا إفترقن تكسرت آحادا.

Comments are closed.