أجندة سودانية من خلال رؤية إعلامية

92

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
قدم الأستاذ غسان عثمان في عيد الأضحى المبارك ست حلقات مع البروف علي شمو الخبير في مجال الإعلام في برنامج ” أجندة سودانية” علي قناة “سودانية 24” تناولت الحلقات العديد من القضايا، فكانت خليط بين المهنية والسياسة من وجهة نظر البروف شمو، ومعروف أن البروف علي شمو صاحب مدرسة إعلامية متميزة.

حيث أن الرجل بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية التي درس فيها الإعلام، أحدث نقلة جديدة تجاوزت مدرسة ” BBC” ذات الإيقاع الثقيل أو التقليدي، والتي كانت سائدة منذ الاستعمار حتى بعد الاستقلال، إلي المدرسة الأمريكية ذات الإيقاع الخفيف، والتي تعتمد علي نقل الميكرفون خارج الاستوديوهات والبرامج الخفيفة ذات المؤثرات الصوتية الصاخبة، وهي تعمل حالة من الانتباه للمشاهد قبل تقديم مضمون المادة.

وتعرضت لهذه المدرسة بصورة تفصيلية في كتاب في الطباعة الآن بعنوان “سحر الإبداع في العمل الإعلامي في السودان”. فالبروف يعد واحدا من السودانيين القلائل الذين يختزنون العديد من التجارب والسير والقضايا واسرار السياسة، فكان غسان موفقا في الاختيار.

استطاع الأستاذ غسان؛ ومن خلال حواره الذي تعددت فيه الاتجاهات أن يخرج من الرجل روائع مخزونة في المهنية وضروب السياسية خاصة في فترة حكم الرئيس النميري، وكما قال البروف أنا من سدنة نظام مايو حيث كنت أشغل حقيبة وزارة الإعلام حتى أخر يوم في النظام، و تعرض البروف للعديد من الأحداث والشخصيات التي قدمت ما عندها.

قال البروف أن مايو كانت مهتمة بقضية التنمية أكثر من قضايا الحريات، لذلك غابت الحريات وغيابها أثر علي العديد من المجالات في الدولة منها الإعلام وعدم سماع الرأي الأخر، أن القرار كان عند شخص واحد في الدولة، وغيرها من القضايا.
لكن السؤال الذي ما استطاع البروف الإجابة عليه. لماذا التنمية لم تظهر في الواقع بالصورة التي تقي المجتمع من شرور الفقر. حاول البروف أن يعدد المؤسسات والشركات التي انشئت في عهد مايو والطرق وغيرها. ولكنها لم تكون بالصورة التي ترتقي ببلد وتنتشله من الفقر إلي الرضى بالخدمات.

أن اللقاء طرح العديد من الأسئلة. إذا كانت مايو قد وظفت العديد من العقول في ضروب المعارف المختلفة، وكل هؤلاء كانت لهم اسهاماتهم المقدرة من بحوث ودراسات كل في مجاله، لماذا لم تؤدي إلي نهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية في البلاد؟ هل النخبة السودانية بالفعل كما قال الدكتور منصور خالد أنها مدمنة للفشل؟ وما هي المؤثرات السلبية التي تعيق عملية البناء والنهضة في البلاد؟

وحول الوضع السياسي الراهن قال البروف شمو: هناك صراعات داخل المكون المدني الذي يعتبر حاضنة سياسية لسلطة الفترة الانتقالية، وهناك أيضا صراعات داخل المكون العسكري، هذه الصراعات يجب أن تحل من خلال توافقات، وإلا البلاد سوف تستمر فيها الدائرة الشريرة. كما أشار البروف أن الخدمة المدنية وقعت في دائرة السياسة وأصبحت مستهدفة من قبل الأنظمة جميعها، كما أن الإعلام لم يستطيع أن يلعب الدور المنوط أن يلعبه. نسأل الله حسن البصيرة.

المدنيين الصراعات بينهم كبيرة جدا وأيضا العسكريين بينهم تنازعات، يجب ان نضع حداً للدائرة الخبيثة.

Comments are closed.