مصطفى ابوالعزائم يكتب: الخرطوم/الرياض.. الطريق إلى الإستقرار!

271

منذ الإعلان عن اللقاء الذي تم بين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان، سعادة السفير “علي بن حسن جعفر”، يوم الإثنين قبل الماضي، لمساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، السيدة “مولي في”، رفقة القائمة بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم، السيدة “لوسي تاملين”، ترقّبت شخصياً حدثاً كبيراً، يحرّك ساكن الأوضاع الراهنة، والجمود الذي ضرب المشهد السوداني، وكاد أن يطيل أمد الأزمة السياسية الحادة، والمفتعلة في تقدير كثير من المراقبين للشأن السوداني.

إعتمدت الرياض في تعاملها مع الخرطوم، على وضوح الرؤية، والتعاون في الوصول إلى تحقيق الهدف الأسمى للبلدين، وهو المصلحة المشتركة، ويبدو ذلك من خلال العلاقة التاريخية والمميزة بين البلدين الشقيقين، والتي ترسخت أكثر في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ومن تولّى الأمر بعده من أشقائه الكرام، أبناء مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، وهو مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة وأول ملوكها، والحاكم الرابع عشر من أسرة آل سعود.

أذكر ويذكر كل من عاش فترة ما بعد إنتفاضة أبريل من العام 1985م، والتي أنهت حكم الرئيس الراحل جعفر محمد نميري، رحمه الله، نذكر جميعنا كلمة صادقة وعميقة، للملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وهو أول من قام بتغيير لقب صاحب الجلالة وغيره بـ «خادم الحرمين الشريفين» ليكون أول ملك رسمي يلقب بهذا المصطلح، منذ العام 1986م، وقد كانت كلمته تلك هي إن المملكة العربية السعودية يمكنها أن تتقاسم اللقمة مع الأشقاء في السودان، وكانت بلادنا وقتها تعالج جراحات ما بعد تغيير النظام، وتحاول التعافي من آثار الجفاف والتصحر الذي ضرب جزءاً من القارة الأفريقية منتصف ثمانينيات القرن العشرين.

الآن نجد أن المملكة الشقيقة تحاول أن تتدخل من أجل رأب الصدع الذي ضرب القوى السياسية في السودان فأمن السودان هو من أمن المملكة، وأمن المملكة من أمن السودان، بل إن أمن المنطقة والإقليم وأمن الدول المطلة على البحر الأحمر، مترابط ويؤثر بعضه على بعض، وستظل منطقتنا مطمعاً لناهبي ثروات الشعوب بإسم التحالفات العالمية والغربية، وسيظل البحر الأحمر مطمعاً لدول كثيرة وكبيرة، لأن المتحكم فيه، يتحكم في ثلث تجارة العالم، ومنتجاته النفطية، إن لم يكن أكثر .

الشعوب لن تنسى أبداً من يقف إلى جانبها في ساعات المحن، حتى وإن نسيت الأنظمة والحكومات، ولن ننسى أن المملكة العربية السعودية الشقيقة قد نأت بنفسها عن أي صراعات على السلطة في السودان، ولم تجعل أراضيها مثابة أو نقطة إنطلاق لأي عمل عدائي ضد البلاد، حتى وإن تخالفت الحكومات وإختلفت.

الآن ومع تحركات الأخ الكريم سعادة السفير السعودي لدى السودان علي بن حسن جعفر ، والتي تنطلق وفق موجهات عامة تمثل توجهات بلاده نحو السودان، الآن نجد أنفسنا نستقبل بإذن الله تعالى واقعاً جديداً، تصنعه وحدة الهدف والمصير، ونتمنى أن تكون القوى السياسية على قدر كبير من المسؤولية الوطنية التي تعبر بنا إلى محطة الإستقرار المنشود، الذي لن يتحقق ألا إذا توفرت الإرادة، وخلصت النوايا، وأصبح الوطن هو الهدف وهو المراد.

ولا نملك إلا أن نقول شكراً جزيلاً لسفير خادم الحرمين الشريفين، وشكراً جزيلاً للأشقاء في المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً .
Email : sagraljidyan@gmail.com

Comments are closed.