ياسر الفادني يكتب: لا كملت حكاوينا ولا لقينا البداوينا!
فولكر الغريب يحكي في تغريدة له علي حسابه في التويتر: إن 40 % من سكان السودان سوف تمر بهم مجاعة طاحنة بسبب الظروف السياسية المعقدة والإقتتال في دارفور ونقص المحاصيل، ولايعلم أنه السبب في ذلك، وزير المالية يحكي أن الإقتصاد السوداني لم يصل مرحلة الإنعاش وتهرب من هذا الوصف وذكر أوصاف أخري لا تسمن ولا تغني من جوع وتستمر الأسعار في الإرتفاع الجنوني وصار حال المواطن لايحسد عليه ويقول: (ياخوفي من يوم بكرة)!.
الحكومة من فيها يحكي ويحكي ولا جديد وحكاويهم تشبه (كلام الطير في الباقير)!، دائما تسبق جمل حكاويهم سوف نعمل وسوف و(الحال زاتوا ياهو الحال!)، البرهان تحدث عن التوافق الشامل في حكم الفترة الإنتقالية لكل أشكال الطيف السياسي السوداني عدا المؤتمر الوطني، ظل يقول هذا القول من الخامس والعشرين من أكتوبر ولم يتم الوفاق حتي الآن، السؤال الذي يطرح نفسه قرار التوافق هل بيد البرهان أم بيد فولكر؟ فولكر الذي أصبح هو الذي يحدد من يشارك في الحوار ومن لا يشارك ومن هو مهم ومن هو غير مهم في ظل حكومة فيها مجلس سيادي يتكون من عسكريين ومدنيين وفي ظل وزراء وولاة مكلفين، كلهم يحكون ويحكون ولا جديد حتي النور الذي سوف يظهر في آخر النفق !! لم نسمعه منهم ووقفوا عن الحكي عنه !! كما حكى الذي من قبلهم!.
أسفاي علي وطن مليء بالخيرات في كل مناحيه، أسفاي علي وطن تأذي من بنيه أشد إيذاءا، وطن الذهب يخرج من باطن أرضه وأكثر من ٦٠% يهرب دون أن تستفيد منه المواعين الإيرادية للدولة وكل يوم نسمع خبرا عن قبض فرد أو خلية تهربه عبر مطار الخرطوم ليس الذهب فحسب بل كل ماتنتجه باطن هذه الدولة يذهب هباءا منثورا، القائمون علي أمر هذه الأشياء يحكون ذلك ولا حلول ولا كبح لجماح هذا المهدد الإقتصادي والأمني الذي يصب سالبا علي الاقتصاد السوداني.
كل السياسيون ظلوا يحكون ويحكون في مؤتمرات صحفية ولقاءات عبر الشاشات البلورية وصكت آذاننا ألقاب المحللين الاستراتيجيين وهم أيضا يحكون و(ملونا بري) لكن لايسمعهم أحد، السياسيون يتحدثون وتنقل الميديا تصريحاتهم هنا وهناك، اكثرهم يلهثون من أجل ثلاث: المال والسلطة والجاه ومن لم يجدهم يصب جام غضبه علي الحكام، من كثرة (الحكاوي والحكايين) أصبحنا لانفرق بين الصادق منهم والكاذب والمتملق.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أصدق القائلين: (فَوَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ) القفر حل علينا يارسول الله!! ، والدنيا بسطت يدها لحكامنا واحتدم التنافس الحاد بين السياسيين منا والهاهم عن مصلحة وطنهم وبدلوها الي مصالحهم الخاصة والشخصية ياحبيب الله وكثرت حكاويهم الفارغة وكثرت حكاوينا التي لا يلتفتون إليها ولا يردون لها إعتبار ولا لقينا الطبيب المداوي ولا العلاج الناجع، لك الله يا بلادي العزيزة .
Comments are closed.