ياسر الفادني يكتب: الخدمة المدنية.. الدم وصل الرٌكَبْ!

75

في هذا العام منذ بدايته هنالك أمر عجيب وجديد حدث ولا يلقى له بال ولم يلقى حتي تحليلاً له لماذا حدث؟ وكيف حدث؟ وماهي الأسباب؟ أسئلة الآن لانملك لها إجابة ولا يفك طلاسمها إلا الأجهزة الأمنية، القضية هي إستهداف موظفي الخدمة المدنية تصفية وإغتيالا وقتلا، لعل هذه الجريمة كثرت إلي حد ما في خلال الثلاث سنوات التي خلت.

قتل ضابط إداري وهو مدير تنفيذي لمحلية من محليات شمال كردفان من متفلتين في عربته بالقرب من مدينة الأبيض وبعدها قتل المدير التنفيذي لمحلية الجنينة وقتل مهندس يتبع لإحدي وزارات ولاية شمال دارفور وقتل قبل أيام مدير ديوان الزكاة بمحلية قريضة في مكتبه وبالامس قتل ضابط إداري ذبحا من الوريد إلي الوريد بمحلية همشكوريب.

الذي يعرف وزار محلية همشكوريب التي تقع في ولاية كسلا هي مدينة هادئة لا صوت فيها إلا صوت القرآن الذي لو أنزل علي جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله، أهلها طيبون يتخذون هذا القرآن منهجا وتربية وأخلاقا، مدينة الذي (يتعاطي التمباك) فيها يعتبر من الآثمين ومن المنبوذين، مثل جريمة قتل الضابط الإداري تعتبر عمل شاذ في هذه المنطقة وفعل أشد غرابة.

السؤال الذي يطرح نفسه هذه الأعمال الشنيعة التي حدثت هل هي منظمة أم أتت خبط عشواء، نعم هو قدر الله سبحانه وتعالي كتب لهؤلاء لكن لماذا منسوبي الخدمة المدنية؟ ولماذا أكثر الضحايا من الضباط الإداريين؟ حقيقة هي بالنسبة لي أسئلة مشروعة وأتمنى أن أجد لها إجابة من الأجهزة الرسمية بالولايات التي وقعت فيها هذه الأحداث واجهزتها الأمنية.

الخدمة المدنية للأسف الشديد شهدت تدهورا مريعا في حقبة حمدوك وصل فيها دم الفصل التعسفي أيضا الركب، فصل من فصل وظلم من ظلم فترة من الزمان إلي أن ازاح الله ذلك الكابوس في الخامس العشرين من أكتوبر وعادوا وبالقانون ولعل دعاء المظلومين من المفصولين لحقهم وحلت عليهم اللعنة وزال حكمهم في لحظة من الزمان.

يجب علي الأجهزة الأمنية توفير الحماية اللازمة لموظفي الدولة وخاصة إن بعض الذين قتلوا.. قتلوا داخل مكاتبهم الحكومية، اعرف أن هنالك ادارة تتبع للشرطة الشعبية في السابق تسمي إدارة التأمين الذاتي للمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص وهي تهتم بامن المنشأة وتلقوا منسوبيها تدريب عسكري وفني في كيفية تأمين المنشأة وكان لهم آنذاك الدور الظاهر في تأمين مؤسساتهم، هل هذه الإدارة لها وجود أم لا ؟ وإن كان لها وجود لا أظنه ظاهرا وإن كان ظاهرا ومفعلا لما حدث ماحدث.

بلاشك أن هذا السلوك المشين جدا الذي ظهر في استهداف الخدمة المدنية يصب سلبا علي أداء مؤسسات الدولة ويجعل الموظف دائما في حذر وخوف كي لايحدث له ما حدث للذين ذهبوا غدرا من فئة لاتريد خيرا للبلاد وتريد أن تزرع الفتنة والخراب في مؤسسات الدولة، فياحكومة ويا مدير عام الشرطة ارجعوا الشرطة المجتمعية إلي وضعها القديم بالشقين العسكري والمدني وقيموا تجربتها السابقة واخرجوها للعلن واحيوا ادارة التأمين الذاتي فهذا ليس حرام إني لكم لمن الناصحين.

Comments are closed.