أهلا رمضان(4)يكتبها : آدم تبن

70

وقلوب الصائمين لها شوق شديد بأن يتقبل الله أعمالها الصالحة ثقة فى رب كريم ومسيرة دعائهم لبعض البعض لاتتوقف فى جميع اللحظات والأوقات عند تلاقيهم وجها لوجه أو تواصلهم هاتفيا أو على مواقع التواصل الإجتماعى ، فعبارات الدعاء لا تختفي فتجد من يهنأك بقدوم الشهر المبارك ويتمنى لك صوما مقبولا وآخر يتمنى لك أن تصوم وتفطر على خير وآخر يتمنى لك عتقا من النار ودخول الجنة وهى دعوات تخرج من قلوب تحب الخير لبعضها ولانزكيها على الله فالله يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور ، وأدعية كثيرة يتداولها أهلنا فى مختلف بقاع بلادنا السودان عندما يهل هلال رمضان تبين طيب قلوبهم وصدق نواياهم التى يعلمها رب العباد ، فالكل همه أن ينصلح حال البلاد والعباد ويسودها الأمن والاستقرار والطمأنينة ولم لا فالوطن يسعهم جمعيا وبلادى وإن جارت علئ عزيزة وأهلى وإن ضنوا علئ كرام .

ومن جميل الصفات التى تأسرك وتسعد قلبك فى شعب بلادنا أن صفة الإنفاق وإخراج الصدقات ليست حكرا على الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة بل حتى الفقراء تجدهم يخرجون من القليل الذى يمتلكونه ليساعدوا به من يحتاج الى المال والدعم خاصة أصحاب الحاجات الملحة مثل المرضى وأبناء السبيل الذين تقطعت بهم السبل ولم يجدوا مالا يفك مابهم من كربة ، فيلجأون فى العادة الى المساجد التى أصبحت مؤسسات إجتماعية تؤدى دورا مهما تجاه المجتمع ، بجانب دورها الأساسى الذى ظلت تقدمه لمجتمعها فى جانب الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وتذكير الناس بالآخرة والحساب والجنة والنار وحسن المعاملة بينهم ، ولها تأثير كبير لايخفى على الناس وهى بيوت الله التى أمر بعمارتها بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن الكريم وتعليم الناس أمور دينهم.

وما أدهشنى وأدخل السرور فى نفسى ونحن فى نهار رمضان الكريم ونفحاته التى لاتنقضى ، فى أحد بيوت الله توقف شخصان يطلبان المساعدة من المصلين لظروفهم الأسرية التى أفاضوا فى ذكرها ، وهم هنا يطلبون يد العون وأملهم كبير بأن يستجيب المصلين إليهم ، خاصة وأن طلب المساعدة فى المساجد أصبح تشوبه بعض الشوائب حيث وجد بعض الناس ضالتهم فيه وأمتهنوه مهنة تدر عليهم مالا وفيرا وما علموا أن الرسول صل الله عليه وسلم حذر من سؤال الناس حيث قال فى الحديث المشهور أن السائل يأتى يوم القيامة وليس فى وجهه مزعة لحم ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزْعَة لحم» فكانت أيادي الناس تمد إليهما مقدمة لهم المساعدة المالية فمنهم من يخرج الألف ونصفها وأقل منها لايسألون عن فاتورة علاج أو روشته دواء أو جنس أوقبيلة أو منطقة أو حى ، بل كان همهم أن يدخلوا عليهما السرور بأن الخير فى أمة النبى الى قيام الساعة ، فهنيئا لأهل الإنفاق والصدقات والتكافل بما قدموه لأنفسهم للدار الباقية (يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم) .
*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.