تساؤلات عن مشروع السودان العظيم

0 57

مشروع السودان العظيم.. تساؤلات

أقام حزب “التجمع الاتحادي” ندوة على الوسائط الإعلامية وخدمة ” Zoom ” تحدث فيها كل من:

قريب الله محمد الحسن الأمين العام والدكتور حسام كركساوي والدكتورة هبا حسين.

أقيمت الندوة بمناسبة ذكرى ثورة ديسمبر ومرور عامين على الحرب الدائرة في السودان.

جذبني إلى الندوة. : أن حزب التجمع الاتحادي قدم فيها مشروعا سياسيا يعتبره مدخلا للحوار الوطني.

من أجل إيجاد حل للصراع السياسي الدائر في السودان إلى جانب المشكلايات الاقتصادية التنموية والسياسية.

النظم الديمقراطية والشمولية

بدأت الدكتورة هبا حسين الندوة بفزلكة تاريخية، استعرضت فيها مقارنة بين النظم الديكتاتورية والديمقراطية، ومؤشرات الفساد.

في عدد من الدول وفقا لنظمها السياسية، أرادت بها أن تبين الفوارق الجوهرية بين النظم الديمقراطية والنظم الشمولية.

وكل ذلك كان تمهيدا لطرح مشروع السودان العظيم.. ثم تحدث الدكتور حسام كركساوي.

الذي أشار أن أزمة السودان هي غياب المشروع الذي يلتف حوله الناس، والاختطاف الذي حدث للدولة.

وقال إن الحرب جاءت لفشل القوى السياسية والعسكرية في بناء دولة المواطنة.

وكانت تميل إلى التسويات الهشة، إلى جانب التدخلات الخارجية في الشأن السياسي السوداني.

بهدف أن تغذي الصراع طمعا في ثروات البلاد.. وبين أن المشروع يتكون من خمسة عناصر أساسية هي :-

1 السيادة للشعب وفقا لمؤسسات ديمقراطية حقيقية يتم انتخابها من قبل الشعب، وهذه المؤسسات يجب أن تؤدي دورها الوطن بجدارة.

2 تأسيس مؤسسة للقضاء العادل؛ وقد أسماها العدالة التي يجب أن تنعكس في السياسة والاقتصاد والتنمية، وحماية حقوق المواطنين .

3 لابد أن تكون هناك شفافية ونزاهة في القيادات والمؤسسات لكي تبين عدالة الحكم، وفي نفس الوقت حماية حقوق المواطنين. 

تساؤلات مُلِحة

ولكي تكون الشفافية والنزاهة موجودة نحتاج بالفعل للفصل بين السلطات، وخلق إعلام حر قادر على النقد وكشف الأخطاء دون مواربة.

4 تأسيس جيش وطني مهني واحد، وغير مؤدلج وغير سياسي، وأن لا يكون هناك سلاحا خارج الجيش.

5 لابد من دستور يحكم البلاد، وقد رشح دستور 2005 إذا وافقت عليه القوى السياسية، أو أي دستور يتم الاتفاق عليه عبر حوار وطني.

.ثم أنتقل كركساوي ليتحدث عن الآليات التي يقع عليها عبء تنفيذ المشروع، وخارطة طريق لوقف الحرب. 

وبدأ الشروع في قيام الدولة المدنية، واسترايجية للأمن التربوي، وحاضنة سياسية.

لكن السؤال: إذا كان هناك برلمان ما هو دور الحاضنة السياسية؟.. البرلمان يجب أن يشمل كل التيارات السياسية. 

لذلك سوف ينتقل تلقائيا الصراع السياسي من الفضاء العام إلى المجلس التشريعي أو البرلمان.

الحاضنة السياسية تأتي فكرتها عندما تغيب المؤسسة التشريعية لآن الصراع السياسي أغلبه يدور في قضايا التشريعات والقوانين.

ثم تحدث أخيرا قريب الله محمد الحسن الأمين العام للتنظيم؛ حيث عرف في بداية حديثه المشروع.

بأنه يعد ثمرة حوار متصل تناول الأزمة السياسية في البلاد، وأبعاد الأزمة وتداعياتها، فكان الوصول إلى “مشروع السودان العظيم”.

ويجب أن يرتكز المشروع على الحل السوداني السوداني، على أن يشمل كل القوى السياسية دون استثناء.

وقال لابد أن يقدم الكل تنازلات من أجل الحفاظ على الدولة وتاريخها وإرثها.

وقال إن التفاف الشعب مع القوات المسلحة قد اعطاها الثقة في أن تستعيد كل المناطق التي كانت تحتلها الميليشيا.

وأشار في حديثه للفراغ الدستوري الذي استمر أربع سنوات، والذي بدأ قبل الحرب.

وأن السودان يحتاج إلى تشكيل حكومة لكي تقوم بإعادة البناء والتعمير وحلحلة مشاكل الناس وتوفير الخدمات إليهم.

وأن تكون هناك جمعية وطنية تراقب عمل الحكومة وتقوم بالتشريعات التي تتطلبها المرحلة.

وأخيرا تحدث عن مساومة تاريخية بين القوى السياسية والعسكرية للوصول إلى عملية التحول الديمقراطي.

تساؤلات محرجة

الملاحظ في الحوارات السياسية: البعض يحاول أن يقدم تساؤلات محرجة ليس الهدف منها فهم المشروع ومحاولة تطويره.

إذا جئت لندوة لحزب سياسي لابد من معرفة المرجعية الفكرية للحزب، لآن المرجعية تبين الأساس الفكري الذي بني عليه المشروع.

الاتحاديون نضالهم من أجل تأسيس دولة ديمقراطية، والتحول الديمقراطي لا يؤسس على الثورية أنما على الحوار الوطني الجامع.

لآن الديمقراطية تتطلب التوافق الوطني والقوانين واللوائح التي تحكم الجميع.

فالثورية بالنسبة للاتحاديين استلاف من ثقافات يسارية ليس لها أية علاقة بالديمقراطية.

أسئلة تعجيزية

هناك أسئلة محاولة الإجابة عليها تعد استهلاكا للوقت دون ثمرة مرجوة، وتبعد الناس عن الحوار الجاد على المشروع.

فهي أسئلة الهدف منه التعجيز أو وضع شروط للمشروع.. إن المشروع نفسه هو بيحدد شروطه التي تقود للرفض أو الاتفاق عليه.

ودون الدخول في جدل بيزنطي لا يتوقع منه الفائدة لتطويره.

فإذا كان هناك حزبا قد رفض التحول الديمقراطي يصبح تلقائيا ليس له علاقة بالمشروع ولا بالحوار معه.

وإذا كان هناك من يوافق عليه كأجندة حوارية يمكن البناء عليها، هل يقال له لا لأنك من الحزب الفلاني.

فكل حزب عليه أن يقدم رؤيته ويطرحها على الناس، والرؤية هي التي تحدد اتساع وضيق مساحة الحوار.

في الختام الشكر أجزله للأشقاء في “التجمع الاتحادي” الذين نظموا الندوة وقدموا مشروعهم السياسي لكي يفتحوا نوافذا للحوار الوطني.

نسأل الله حسن البصيرة… 

بقلم :زين العابدين صالح عبد الرحمن

أقلام: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق