قراءة في مبادرة الحزب الشيوعي

0 5

إن تقديم مبادرة سياسية في ظل الحرب الدائرة من الناحية المبدئية، هي خطوة متقدمة على سلبية المواقف. 

والتي الزمت أصحابها الوقوف بعيدا ومراقبة مجريات الأحداث، والمبادرة تعني العودة للساحة السياسية، وتقدم المبادرة لقوى بعينها خاطبتها المبادرة.

ويعتقد الحزب هي قوى الثورة.. تقول المبادرة (أن وقف الحرب واستعادة الثورة لايمكن تحقيقهما إلا من خلال الحراك الجماهيري الواسع.

وتنظيم الجماهير في مناطق النزوح سواء في الريف أو في الحضر وصولا إلى وحدة جماهيرية قاعدية عميقة).

الواقع والشعارات

هذه أمال في ظل الظروف السائدة لا تتحقق مطلقا.. والحديث مليء بالشعارات أكثر من أرتباطه بالواقع.

الآن التعامل مع الواقع له أجندات، هي التي تتحكم فيه، مثالا لذلك.. هل يعتقد الزملاء أن الأولوية عند النازحين.

والذين في أماكن نزوحهم  رجوعهم إلى منازلهم والاستقرار فيها، أم الدخول مباشرة في العمل الثوري.

هل الأولوية وقف الحرب أم العملية الثورية؟ الأوطان لا تبنى بالشعارات والهتاف.

تسلسل المبادرة

القضية الأخرى في تسلسل المبادرة.. تقول (نتوجه أولا إلى جماهير شعبنا في أماكن نزوحها سواء في المدارس أو تحت الأشجار.

أو في العراء وفي جميع مواقع النزوح داعين إياها إلى تنظيم صفوفها وفقا لظروفها الموضوعية وتحديد مطالبها وموقفها من الحرب.

وأطرافها لتؤدي دورها كصاحبة المصلحة الحقيقة في وقف الحرب وتحقيق التغيير المنشود).

مبادرة الحزب الشيوعي

إذا كانت هذه رؤية الحزب الشيوعي تعبئة الجماهير وحشدها لوقف الحرب واستعادة الثورة.. لماذا لا يذهب ويلتحم معها ويتحسس من مواقفها.

ولماذا الآن مايو 2025 وليس مايو 2023م.. هل الحزب شعر أن العديد من المناطق أصبحت أمنة. 

وبدأ الناس الرجوع إليها.. أن الواقع دائما يهزم الشعارات.. وهل جماهير تقاتل ليبقى الوطن.

وأخرى تهرب لكي يتم تعبئتها بعد سنين من الحرب. وبعد ما عاد لها الأمن.

تقول المبادرة في فقرة (ذلك يتطلب من القوى السياسية وسلطة الانتقال، وكافة قوى الثورة أن تتحلى بالشجاعة والصدق.

لتقديم نقد موضوعي يعكس حجم القصور والأخطاء التي أدت إلى هيمنة اللجنة الأمنية وقوات الدعم السريع على المشهد السياسي.

ومن خلفهم الحركة الإسلامية)  قبل ما يكون الحديث موجه للقوى السياسية الأخرى.

لماذا فشل الحزب الشيوعي أن يقدم نقدا منذ انتصار الثورة يبين فيها مواقفه الرمادية التي اعاقت عملية التحول الديمقراطي.

الحرب الأهلية

درج الحزب أن يستيقظ بعد الأحداث ويحاول أن يملأ فراغات التي سبقته بشعارت زائفة ليس لها علاقة بتطورات الأحداث..

في محطة أخرى تقول المبادرة (التصدي لمنع انزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية، يتطلب من جماهير شعبنا.

وقواه الحية الامتناع عن الانحياز لأي طرف من اطراف النزاع و وقف المشاركة في الحرب).

هل يعتقد الحزب أن كل الشباب الذين ذهبوا إلي الاستنفار، والمقاومة الشعبية هؤلاء خارج المعادلة السياسية؟.

وبعيدا عن عمليات الحشد التي يدعوا لها؟. إذا كان هؤلاء لا يؤثرون في مجريات الأحداث.

هل تعتقد الذين في أماكن النزوح واللجوء قادرين تلبية دعوات الحزب الشيوعي.

لكي تقدم مبادرة وتتوقع لها النجاح، لابد أن تتعامل مع الحقائق على ما يجري في الواقع. 

وليس التعامل مع الفضاء الافتراضي، لأن الخيال في مواقع الصراع الحقيقية يغيب الوعي.

قراءة في مبادرة الشيوعي

فالذي يقرأ المبادرة لابد أن يقارنها بمجريات الأحداث وتطوراتها، وليس أنيسبح بخياله في الفضاء.

لذلك السؤال سيظل قائم لماذا بعد سنتين من الحرب يقدم الزملاء مبادرة؟ كأن الحرب بدأت اليوم أو أمس..

والواقعية تفرض على الزملاء الآن الالتحام مع الشرع وتقديم هذه المبادرة لهم من أجل التعبئة..

كما قال المعلق الرياضي أصحه يا بريش.

في فقرة أخرى يتحدث الحزب الشيوعي على التدخلات الخارجية ويقول:

(إن التعويل على حل هذه الحرب الكارثية عبر مبادرات المجتمع الدولي وحدها يضر بالعملية السياسية).

حلول خارجية

ويعتقد الحزب الشيوعي في مبادرته أن البحث عن الحلول الخارجية يعطل البحث عن الحلول الوطنية.

حيث يقول (إن البحث عن حلول للأزمة يعطل البحث عن حلول وطنية جذرية نحقق تطلعات شعبنا في السلام والعدالة).

أوافق الزملاء أن الحلول الوطنية هي انجع وهي الأفضل لأنها توقف تصابي الأجندة الخارجية.

التي ليس لها مصالح غير مصالحها الخاصة.

وتقول المبادرة (أن هذه الحرب يكتوي بنارها شعبنا وحده ويدفع ثمنها الباهظ وهو المستفيد الأول من وقفها.

لأنها حرب عليه وعلى موارده وثرواته وثورته) هذا صحيح أن الشعب يكتوي بنارها ولذلك لابد من استئصال الأسباب التي أدت إليها.

وسوف تؤدي إليها مرة أخرى، وأي وقف للحرب في منتصف الطريق سوف يعيدها مرة أخرى.

تفكير عقيم

كما أن محاولة فرض الأراء على الأخرين أيضا لا تعبد الطريق للحلول، فالذي يريد الحلول يغير طريقة تفكيره القديمة.

إن تقديم مبادرة لمعرفة أراء الأخرين في السياسة مسألة إيجابية، وأن الحرب الدائرة أيضا لها أفرازاتها.

التي سوف تفرضها على الساحة السياسية، فالذين يحاولون تقديم شروط لمستقبل العملية السياسية يكونوا قد فشلوا في ان يتعلموا من الحرب.

وإذا كانوا يعتقدون أن وقف الحرب هو تمهيد الطريق لثورة يكونوا عاجزين عن قراءة تاريخ الشعوب.

والمبادرة يريد الحزب الشيوعي يقول فيها أنه استيقظ بعد منوم عميق استمر لعامين كاملين.. نسأل الله حسن البصيرة..

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

أقلام: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق